- تدعو أطباء بلا حدود الحكومات والمانحين لتوسيع نطاق العلاج الأقصر والأكثر سلامة للسل المقاوم للأدوية.
- لا بد أن تضمن شركات الأدوية إمدادات علاج السل الضرورية بأسعار معقولة حتى يتم إنقاذ عدد أكبر من الأشخاص.
جنيف - تدعو منظمة أطباء بلا حدود الحكومات والمانحين إلى تسريع وصول الأشخاص المصابين بالسل المقاوم للأدوية إلى علاجات أقصر وأكثر سلامة وفعالية*. وقد انضمت أطباء بلا حدود إلى حملة "الدعوة إلى التغيير" التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى قبيل اليوم العالمي لمكافحة السل.
وفي هذا السياق، تحث أطباء بلا حدود شركة سيفيد، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، على تخفيض تكلفة اختبارات GeneXpert والحكومات على تسهيل الوصول إلى اختبارات التشخيص، لضمان تمكن الأشخاص المصابين بالسل المقاوم للأدوية من اكتشاف مرضهم في وقت مناسب والخضوع لنظام علاجي أقصر وأكثر سلامة.
لو أنني خضعت للعلاج [الجديد] بدورته القصيرة منذ البداية، لاختلفت حياتي بشكل كبير.ماريا، مريضة خضعت لعلاج استغرق عامين ولم يفضِ إلى شفائها من السل المقاوم للأدوية قبل تلقي النظام العالجي الجديد
أصدرت منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية جديدة في ديسمبر/كانون الأول 2022 توصي الدول باعتماد نظام BPaLM* الأقصر والأكثر سلامة لعلاج الأشخاص المصابين بالسل المقاوم للأدوية. يستند ذلك جزئيًا إلى نتائج التجربة العشوائية المنضبطة بالشواهد TB-PRACTECAL التي أجرتها أطباء بلا حدود في عدة بلدان وأثبتت أن علاج BPaLM الفموي بالكامل والذي يمتد لستة أشهر أكثر كفاءة وسلامة، إذ تستغرق الأنظمة العلاجية الحالية للسل المقاوم للأدوية وقتًا أطول وتؤدي إلى أعراض جانبية لا يمكن تحمّلها وتشفي 60 في المئة فقط من المصابين.
في هذا الصدد، توضح ماريا** التي خضعت لعلاج استغرق عامين ولم يفضِ إلى شفائها من السل المقاوم للأدوية قبل تلقي نظام BPaLM في بيلاروسيا، "على مدى العامين السابقين، دارت حياتي كلها حول السل. كانت الحياة مستحيلة على هذا المنوال. لا يمكن للمصابين [الذين يخضعون للعلاج] القديم فعل شيء يُذكر، إذ يشعرون بالإعياء طوال فترة العلاج. لو أنني خضعت للعلاج [الجديد] بدورته القصيرة منذ البداية، لاختلفت حياتي بشكل كبير".
يعدّ الوصول إلى اختبارات تكشف مقاومة بكتيريا السل للأدوية من أبرز العراقيل في وجه اعتماد أنظمة علاجية أقصر وأكثر سلامة للمصابين بالسل المقاوم للأدوية. يشكل اختبار GeneXpert MTB/RIFالتابع لشركة سيفيد الأمريكية أحد اختبارات التشخيص الجزيئية السريعة، وهو الأكثر انتشارًا في البلدان المثقلة بأعباء السل لتشخيص مقاومة بكتيريا السل لدواء الريفامبيسين، أي خط العلاج الأول.
وبالرغم من حجم المبيعات الهائل في البلدان المثقلة بالسل وتحليل أطباء بلا حدود الذي أثبت أنّ تكلفة إنتاج سيفيد للاختبار الواحد لا تصل إلى خمس دولارات أمريكي، واصلت الشركة بيع الاختبار بمبلغ 9.98 دولار أمريكي لأكثر من عقد.
يجب أن تبدأ البلدان باعتماد نظام BPaLM الذي يمتد لستة أشهر لعلاج السل المقاوم للأدوية. لا بد كذلك من ضمان توفر اختبار GeneXpert MTB/RIF في البلد أو البدائل التي توصي بها منظمة الصحة العالمية كاختبارات Truenat MTB/RIF، حيثما أمكن، إذ يسهم ذلك في تعزيز الكشف عن السل وعن مقاومته لدواء الريفامبيسين، حتى يتمكن المصابون بالسل المقاوم للأدوية من تلقي العلاج الأقصر بدون تأخير.
ويشرح مستشار التشخيص ضمن حملة أطباء بلا حدود لتوفير الأدوية الأساسية، ستيجن ديبورغريف، "لا بد من أن تتوفر فرص أفضل للوصول إلى الاختبارات لتشخيص السل والكشف عن مقاومته للأدوية، والتعرف إلى مصابين إضافيين يحتاجون إلى العلاج واعتماد الأنظمة العلاجية الفموية بالكامل كونها أقصر وأكثر سلامة. ندعو شركة سيفيد مرة جديدة إلى تخفيض أسعار الاختبارات المشخِّصة للسل إلى خمس دولارات كحد أقصى، وذلك للكشف عن عدد أكبر من المصابين بالسل المقاوم للأدوية وتوفير علاجات محسنة ومنقذة للحياة لهم".
لا بد أيضًا من تخفيض أسعار الأدوية المسخدمة في الأنظمة العلاجية الأقصر. وفي هذا الإطار، من المهم أن تبدأ البرامج الوطنية لمكافحة السل باعتماد هذه الأنظمة مع عدد أكبر من الأشخاص لزيادة الطلب عليها، وحتى يزيد عدد الجهات المصنّعة لأدوية جنيسة بأسعار معقولة تغني عن دوائي البيداكويلين والبريتومانيد اللذين يستخدمان في نظام BPaLM.
إنّ أقل سعر متاح للنظام العلاجي الجديد للسل المقاوم للأدوية يبلغ 570 دولار أمريكي، مع العلم أن أطباء بلا حدود كانت قد دعت إلى عدم تجاوز تكلفة الدورة العلاجية الكاملة للسل المقاوم للأدوية، بما في ذلك نظام BPaLM سقف الـ 500 دولار أميركي.
لا بد أن تتّخذ الحكومات والمانحون وشركات الأدوية الإجراءات اللازمة لضمان توفر اختبارات السل وعلاجاته الضرورية بأسعار معقولة، حتى يتم إنقاذ عدد أكبر من الأشخاص.د. غيك هويسمان، منسق أطباء بلا حدود الطبي في أفغانستان
بدأت خمسة بلدان تعمل فيها أطباء بلا حدود باعتماد الأنظمة الأقصر، وهي بيلاروسيا وأوزباكستان وطاجيكستان وسيراليون وباكستان. ومن شأن أي انخفاض إضافي في تكلفة العلاج أن يمهد لطرحه في بلدان عديدة أخرى.
ويقول منسق أطباء بلا حدود الطبي في أفغانستان، الدكتور غيك هويسمان، "في بلدان كأفغانستان، يكافح الناس لشراء المنتجات الغذائية الأساسية وتأمين تكاليف التنقل والرسوم الطبية. لذلك، فإن علاج المصابين بالسل المقاوم للأدوية على مدى ستة أشهر يعدّ خطوة إيجابية للغاية. ما زال الوصول إلى اختبارات تشخيص ميسورة التكلفة يقترن بتحديات هائلة في أفغانستان وغيرها من بلدان المنطقة بسبب تكلفة الاختبارات المرتفعة".
ويضيف، "لا بد أن تتّخذ الحكومات والمانحون وشركات الأدوية الإجراءات اللازمة لضمان توفر اختبارات السل وعلاجاته الضرورية بأسعار معقولة، حتى يتم إنقاذ عدد أكبر من الأشخاص".
* يتضمن علاج BPaLM الذي يمتد لستة أشهر البيداكويلين (B)، والبريتومانيد (Pa)، واللينيزوليد (L)، والموكسيفلوكساسين (M). ولا يناسب المرضى المصابين بالسل المقاوم للبيداكويلين واللينيزوليد والبريتومانيد والدلامانيد. وبالتوازي مع اعتماد نظام BPaLM، يجب عل كل البلدان أن تعزز القدرة على الخضوع إلى اختبارات الحساسية للأدوية المستعملة في علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة.
** لم يُستعمل الاسم الكامل لعدم الكشف عن الهوية